وقال الخبير الدولي منوجهر تكين في مقابلة مع مراسلة وكالة مهر للانباء حول اسباب انهيار اسعار النفط ، ان هذا الوضع يمثل تحديا لجميع اعضاء منظمة اوبك حتى الدول الغنية فيها.
واعرب تكين عن اعتقاده بان الولايات المتحدة تعتبر في الوقت الحاضر طرفا رابحا وخاسرا آن واحد ، وقال : ان امريكا تستورد النفط الخام , وبالتالي فان عجز الميزانية الامريكية يتحسن، ومع ذلك فان صناعة النفط الامريكية وبسبب تراجع استثمارات الشركات واخراج العاملين وافلاس بعض المؤسسات , تواجه ضغوطا بنحو اخذ الكساد الاقتصادي يتحول الى معضلة جادة بالنسبة للولايات الامريكية المنتجة للنفط.
واعتبر ان انخفاض اسعار النفط سيضطر الولايات المتحدة على التفاوض مع منظمة اوبك وبقية الدول المنتجة للنفط.
وحول تقييمه لاسباب انهيار اسعار النفط , قال تكين: ان السبب الرئيسي لسقوط اسعار النفط يكمن في زيادة العرض اكثر من الطلب بسبب استخدام تقنيات جديدة في اكتشاف وتطوير حقول النفط في انحاء العالم، اذ ان زيادة انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة احد هذه الاسباب , فانتاج النفط الامريكي تراجع منذ عام 1970 ولكن في السنوات الاخيرة زاد قرابة اربعة ملايين برميل يوميا. والسبب المهم الآخر في زيادة العرض ، هي اسعار النفط المرتفعة.
واضاف الخبير الدولي بشؤون النفط والطاقة : مع ذلك فان الشرارة التي ادت الى سقوط اسعار النفط مؤخرا هو قرار اوبك بعدم خفض انتاجها لايجاد تعادل في الاسواق العالمية , وكما اوضح بعض وزراء اوبك ، فان هذه المنظمة لا تريد التخلي عن حصتها في السوق مع الحفاظ على سعر مرتفع للنفط , وتعتزم من خلال تخفيض اسعار النفط اخراج منافسيها من دائرة المنافسة , واستنادا الى استراتيجية اوبك ، فان تخفيض اسعار النفط سيفضي الى ان يخرج منتجي النفط بتكلفة عالية من السوق , وتستفيد منظمة اوبك على المدى البعيد من هذه الوتيرة , وبعض المراقبين يصفون سياسة اوبك بانها "حرب الاسعار".
ورأى ان السعودية باعتبارها اكبر دولة منتجة للنفط في منظمة اوبك بنحو 9 ملايين برميل يوميا مع قدرة انتاج 12 مليون برميل يوميا , جعلها تمتلك مرونة لازمة في خفض او زيادة الانتاج وموقفا قويا للمساومة داخل منظمة اوبك , وتحولت الى لاعب رئيسي في اوبك لاتخاذ القرارات.
واردف يقول : نظرا الى الازمات النفطية المشابهة في الماضي , فانه من المرجح ان يؤدي سقوط اسعار النفط الى ضرورة اجراء مفاوضات من قبل زعماء الدول الاعضاء في منظمة اوبك , وفي تلك الحالة فان المحادثات بين طهران والرياض حول النفط من شأنها ان تؤدي الى حوار حول القضايا السياسية وتحسين العلاقات بين البلدين.
ورأى تكين ان انهيار اسعار النفط سيرغم جميع دول اوبك وبسبب قلة مداخيلها النفطية على اعادة النظر في ميزانياتها والسعي لادارتها بنصف العوائد النفطية.
واعتبر ان انخفاض العائدات النفطية الى النصف يعني تحديا جادا لكل اعضاء اوبك حتى بالنسبة للدول الغنية , لانه سيغرم هذه الدول على سد العجز في ميزانياتها عن طريق اللجوء الى احتياطاتها النقدية او الاستقراض من البنوك الاجنبية.
واشار الى التداعيات الثانوية لسقوط اسعار النفط سيضطر الدول المنتجة للنفط على تقليل وارداتها وبالتالي انكماش التجارة العالمية كما ان بعض الدول النامية ستفقد قسما من ميزانتيها بسبب اخراج العاملين في الدول النفطية وقطع التحويلات المالية، وسيواجه البنك الدولي بسبب القروض التي قدمها الى الدول المنتجة للنفط لتطوير صناعتها النفطية عندما كان سعر النفط اكثر من 100 دولار للبرميل , فضلا عن اسهم العديد من المصارف وشركات النفط والتأمين ستنخفض في البورصات العالمية.
يذكر ان منوجهر تكين يعتبر خبيرا دوليا في شؤون النفط والطاقة , وكان باحثا في مركز دراسات الطاقة العالمية الذي تأسس في لندن عام 1990 واغلق في شهر مايو 2014 , كما عمل اكثر من 9 سنوات في امانة منظمة اوبك , اضافة الى تعاونه مع عدد من شركات النفط العالمية./انتهى/
رمز الخبر 1848370
تعليقك